ما من شك أن التلفزيون أصبح من أهم الوسائل المؤثرة في حياة المجتمعات، بما يقدّم فيه من برامج تتراوح بين الفائدة والإسفاف، المتعة والابتذال، الفضائل ونواقضها، وتتعاظم ذات الأهمية عند النظر إلى معدل الإقبال الكبير على هذا الجهاز، الأمر الذي جعله الأكثر حظًا والأوفر نصيبًا في سلم الاهتمام الأسري والمجتمعي.. وتبقى مسألة تقييم الفائدة والجدوى من أي برنامج مقدم مسألة متعلقة بثقافة الفرد الخاصة وتطلعاته الفكرية ، التي هي بالضرورة قرينة بثقافة الأمة التي ينتمي إليها، بيد أن المسألة ليست بكامل الإطلاق في أمر التقييم، فثمة اتفاق شبه عام على جدوى برامج عينها، كون ما يقدم فيها غير مختلف عليه من ناحية الفائدة ولا جدال حوله من ناحية المضمون المثمر، والوجه الآخر من ذات العملة يبدي برامج أخرى متفق على نبذها ورفضها من أوجه عدة أدناها الإسفاف وأعلاه خدش الحياء والمروءة والقيم الإنسانية المرعية..
خفّة وثقل دم
وفي سبيل فكّ شفرة هذا التقييم والقبول لبرامج بعينها ورفض أخرى، ولمعرفة النوازع التي تحمل أحدهم / إحداهن لمتابعة برنامج ورفض الآخر خاصة وسط شريحة الشباب كونها الأكثر اهتمامًا بالتلفزيون طرحنا القضية على طاولة النقاش واستنطقنا الشباب أولاً حول ما يعجبهم وما لا يعجبهم فيما تبثه الفضائيات.. حيث تقول الطالبة مرعية إبراهيم (المرحلة الثانوية): تعجبني تلك البرامج الشبابية التي تحتوى على موضة الأزياء ومسابقات الرقص والغناء .
أما الطالبات نهى الحكيم (ثانية ثانوي) وهيام وسلمى البغدادي (ثالثة متوسط) فقد أكدن على متابعتهن للبرامج التي وصفنها بالخفيفة مثل برنامج (ستار أكاديمي) والبرامج الخاصة بالمسابقات الغنائية والبرامج الغربية الخفيفة مثل الموضة ومسابقات ملكات الجمال، وفي المقابل وصفن البرامج الثقافية والسياسية والعلمية والعلمية بـ(ثقيلة دم)، التي لا تحظى عندهن بأي وقت أو فرصة للمتابعة.
الفضائيات والانحراف
هذه الشريحة أعلاه تكاد تمثل رأي السواد الأعظم من الشباب والشابات حول ما يعجبهم ويتابعونه من البرامج الفضائية، ومنها ويتضح أن النسبة العالية من شبابنا اليوم كما تقول الأستاذة روضة المعجب أخصائية علم اجتماع بوزارة التربية والتعليم بدأت تتأثر بما يسمى بالبرامج الشبابية وهذه البرامج معظمهما هي تقليد أعمى لبرامج غربية معروفة بل هي صورة طبق الأصل ومن هنا نجد أن هذه البرامج قد أسهمت في بعض الانحرافات لدى شبابنا وشاباتنا نتيجة ذلك.
وتضيف روضة: هناك خطر محدق يتعلق بشبابنا وسلوكياتهم اليوم من خلال بعض البرامج التلفازية، والتي تسمى بشبابية ونلاحظ ذلك من خلال التغيير الشامل في سلوكيات الشباب والشابات اليوم الذين تأثروا بشكل كبير بمثل هذه البرامج . فقد نشاهد بعض الشباب وهم يتراقصون ويتمايلون فجأة والبعض الآخر يرتدي مثل ملابس أبطال مسلسل تلفازي ما أو يحاول تقليد زي فنان أو فنانة أو راقص ألخ ..
وليت الأمر كذلك ولكننا نشاهد كثيراً من الشباب والشابات يحاولون تقليد بطل مسلسل أو مطرب في حركاته وسكناته وحتى عبارات الحب قد تطورت بتطور مايشاهده الشباب ويتأثرون به.
وتضيف: إن مسؤولية ذلك يقع على عاتق الأسرة أولاً والمدرسة والمجتمع ثانياً . وإذا كان جهاز التلفاز بات من الضرورة اليوم ونطلق عليه بصديق العائلة فلا يعني ذلك ترك الحبل على الغارب لأن يشاهد الشباب بعض البرامج التي لا تغني ولاتسمن من جوع كما يقول المثل بل أن على الأسرة توجيه الشباب نحو البرامج المثلى والجيدة – مثل البرامج العلمية التي تثري معلوماتهم وثقافاتهم وتفيدهم وتعرفهم بأمور لايعرفونها أو البرامج الوثائقية حتى يتعرفوا على الأحداث العالمية . وهذه بالدرجة الأولى هي من مسؤولية الأسرة لأنها اللصيق المباشر لهذا الشاب في المنزل.. أما المسؤولية الثانية التي تقع على عاتق المدرسة والمجتمع فهي لاتقل شأنا عن مسؤولية الأسرة وذلك ببث الوعي لدى شرائح الشباب عن مثل هذه البرامج المهزوزة وتوجيههم إلى البرامج المفضلة التي تثرى معلوماتهم . ولا ننسى أيضاً دور وسائل الإعلام فهي أيضاً أكبر في توعية الشباب نحو الأفضل من البرامج لكننا للأسف نجد بعض وسائل الإعلام مثل الصحف تشجع لمثل هذه البرامج وتدعو لمشاهدتها سواءاً عن طريق الإعلانات المدفوعة الثمن أم بطريقة الوسائل الإعلامية الأخرى .
تأثيرات سالبة
أما الإعلامية بثينة النصر من قناة الإخبارية فتؤكد أن نسبة عالية من الشباب للأسف قد تصل إلى 70% تفضل البرامج الغثة وتتأثر بها بشكل مباشر مما ينتج عنه التغيير في سلوكيات هؤلاء الشباب فكثيراً من القصص والروايات والأحداث التي تواكب الشباب نلحظ أنها ناتجة عن تأثير سلوكيات وأنماط الشباب تأثراً بمثل هذه البرامج.
وتضيف النصر: إن ما يسمى بالبرامج الشبابية هي قتل للرجولة وقضاء للعادات والتقاليد والسلوكيات الأصيلة بل هي انقلاب شامل في حياتنا الاجتماعية – فنجد مثلاً شبابنا وهم الشريحة المستهدفة من هذه البرامج بالدرجة الأولى قد أصبحت غير شباب الأمس الذين يتسمون بالشهامة والإباء فنجد أن معظم شباب اليوم بدءوا يرتدون الملابس المائعة والمخالفة للرجولة وانتشرت بينهم سلوكيات إنحرافية كثيرة مثل المعاكسات والانقطاع عن ارتياد المساجد واللهو والسهر والعبث بالمرافق والسرقات والانحرافات الأخرى وغيرها من أنماط السلوكيات المخالفة والتي لم نكن نألفها فيما مضى !
وتطالب الإعلامية بثينة الأسرة والمدرسة والمجتمع بأخذ دورهم الأساسي في توجيه هؤلاء الشباب التوجيه الصحيح والسليم وبخاصة أن مثل هذه البرامج هي المؤثر الأساسي في حياة النشء حيث أخذت القنوات الفضائية تحتل موقع الأٍسرة في ظل غياب الأبوين عن متابعة الأبناء.
تنافس غير شريف
وتنتقل بالحديث عن موضة التنافس غير الشريف بين القنوات الفضائية وتقول: من الملاحظ اليوم هو التنافس المحموم بين القنوات الفضائية لبث ما نطلق عليه بالبرامج الشبابية الضعيفة والمهترئة الأمر الذي ساهم في إثراء الانحرافات بين شباب الأمة وغرس عادات وتقاليد غريبة فنجد أن القنوات التلفازية مشغولة باقتباس برامج لا تمت لعاداتنا وتقاليدنا وديننا نشئ فقط مجرد سباق من أجل السباق بهدف كسب أكبر شريحة من المشاهدين الشباب إلى صفوفها بأي وسيلة كانت والنتيجة كما نلمسه اليوم من تدهور في أخلاقيات الشباب بسبب هذه البرامج الضعيفة المهزوزة.
الاختيار.. بيد من؟!
أما الإعلامية منى أبو سليمان فتشارك بقولها: إن بعض البرامج الشبابية للأسف غير مفيدة ولا تعود للشاب أو أسرته بأى عائد مفيد وهذا في يقيني من مسؤولية أصحاب تلك القنوات الفضائية والذين أهملوا الجانب المفيد وأخذوا بالتقليد الأعمى وأن برامج التلفاز كما يعلم الجميع هي سلاح ذا حدين . يمكن أن يفيد ويثرى المعلومات ويمكن أن يوجه إلى الانحراف وعلى المشاهدين اختيار ما يفيدهم وترك ما لا يفيدهم من هذه البرامج.
فالقنوات الفضائية تعرض السلع الخاصة بها وعلى المستهلك اختيار السلعة المفيدة والجيدة وترك السلعة الفاسدة التي لا يستفيد منها.
كذلك لابد من اختيار المواد الجيدة لتنشئة الشباب لا هدمهم . وأن على الأبوين خاصة اختيار المادة الدسمة التي تغذي الشباب وتزيد ثقافاتهم ومعلوماتهم وتثريها بالمفيد الجيد.
صحيح أن الشباب لهم برامج خاصة بهم ولكني أقول أنه لابد أن تكون تلك البرامج راقية ومفيدة. ولفائدة هذه الشريحة الواسعة من رجال المستقبل لابد أن يكون البناء جيداً وذلك بأن تتولى الجامعات فتح باب المجال لاختصاصات تتعلق بإعداد برامج شبابية جيدة كذلك على القنوات الفضائية العربية أن لاتتأثر بثقافات مستوردة وأن عليها أن تختار برامج جيدة لكل شريحة من شرائح المجتمع ويمكن أن تكون برامج بنكهة شبابية لكنها جيدة وتعمل على البناء لا الهدم وأن تكون منطلقة من تعاليم عقيدتنا السمحاء وأن نبتعد بقدر الإمكان من البرامج المنقولة عن مجتمعات أخري .
توعية غير مباشرة
ويقول الإعلامي والمدير الإقليمي لقناة mbc في السعودية محمد الشهري: التلفزيونات في العالم العربي مقصرة من ناحية الشباب ولكن أنا لا أنكر أن هناك بعض البرامج التي تخدم الشباب ولكنها ليست كافيه بالشكل المطلوب لإعطاء الجرعة الكافية لإشباع رغباتهم.. فنحن نحتاج برامج توعوية ثقافية مركزة وغير مباشرة تقدم عبر قوالب برامجية لشد انتباه الشباب ..ونحن نعلم أننا نمر بأحداث كثيرة في ما يخص الإرهاب والمخدرات والسرقات التي عمت مستوى العالم العربي , بالإضافة إلى عملية الموضة التي ينتهجونها الشباب لتقليد الغرب ولكن بشكل أكبر من الذي يفعلونه الشباب الغربي بالإضافة يجب أن يكون هناك برامج تعليمية لآخر مبتكرات العصر , ومن المفترض أن يكون هناك شباب مطلع بشكل كبير على آخر مستجدات العصر الإلكتروني لكي يستفيدوا ويفيدوا ..
وعن ضعف البرامج الشبابية التي تقدم قال: الجامعات تتحمل الجزء الأكبر من هذا الموضوع لأن هناك شبابا يتخرجون من كليات الإعلام ولم تقدم لهم الجامعة المناهج المطلوبة لتخريج طلاب متخصصين في الإعلام بشكل عام والتخصصات الإعلامية بشكل خاص.. فالطالب يتخرج من قسم الإذاعة والتلفزيون وهو لا يجيد أصول القواعد العربية أو الوقوف أمام الكاميرا بالإضافة إلى أن المخرجين يتخرجون وهم لا يفقهون أيضا شيئا في عالم الإخراج لأن الموضوع أكاديمي أكثر مما هو مهني وذلك بسبب نقص المعامل وأجهزة المونتاج والأجهزة الفنية ,,
وأضيف على ذلك أننا لانجد أي معد للبرامج درس الإعداد التلفزيوني و يجيد الإعداد ويعكس عمل المعد المهني الجيد
غزو فكري
وتوافقه الرأي الإعلامية جواهر بنا حيث تقول: مع الأسف إن البرامج الشبابية في اعتقادي لا تثقف الشباب بل تعمل على تشتيت أفكارهم لأنه ليس هناك ما هو مفيد موجه لهم فأكثرها تعتمد على الأغاني والرقص والأزياء والتقليعات والتسريحات وذلك ما يدفعهم للتقليد الأعمى بدون توجيه وبالتالي البرامج التلفازين ضرر على الشباب وليس في صالحهم ..
وعن ضعف البرامج الشبابية التي تقدم هل يعود إلى الغزو الفكري التي تمارسها المجتمعات الغربية ضدنا أم أنها بسبب ضعف الكوادر التي تقوم بإعداد وإنتاج البرامج قالت: في المركز الأول يأتي الغزو وللأسف انسقنا وراء هذا الغزو فنجد مع الأسف أن 99% من القنوات الفضائية تنساق وراء بث هذه البرامج الذي يدعي الغرب أنها شبابية ولكن هي مؤكد غزو فكري لتخريب عقول الشباب .. وفي المركز الثاني يأتي ضعف الكوادر لأنه كما ذكرت لم تعد العقول الجادة العربية تفكر بما ينفع الشباب ولكن أخذت تتسابق إلى بث ما طرحه الغرب علينا ..مثال على ذلك أن أغلب البرامج التي تقدم في البرامج العربية تأتي كلها مقلدة من البرامج الغربية لا يتغير فيها إلا المضمون وتناسينا أننا نختلف كليا عن الغرب حيث لنا تقاليد وأعراف قد تربينا عليها .. كذلك هناك أزمة معدين ويقع ذلك على المؤسسات التربوية والإعلامية لا نريد أن نقدم للشباب كل ما هو جاد فقط حتى لا يمل الشباب من ذلك ولكن هناك طرق عديدة يمكن أن نجتذب بها الشباب بمشاهدة قنواتنا الفضائية مثل المسابقات والرياضة الترفيهية بشكل لائق محترم ..
مسابقات تافهة
ويقول الإعلامي مهدي بخاري مقدم برنامج شباب في شباب في القناة السعودية الأولى: لا تقل نسبة الشباب في المجتمع السعودي عن 55% والمتأمل في واقع ما يبث في وسائل الإعلام لا يعكس احتياجات هذه الفئة المهمة في المجتمع ، إذ أن معظم ما يبث عبارة عن إما كرة قدم أو ترفيه مبني على كسب المال من هذه الفئة عن طريق بث كم كبير من الأغاني ، والمسابقات المبنية على أسئلة تافهة تعرض بأسلوب مبتذل أو استغلال حاجة الشاب لمعرفة المستقبل عن طريق برامج الأبراج الفلكية وما شابهها، أما البرامج الموجهة لهم بهدف التثقيف فعادة تكون ضعيفة كون ما يعتمد لها من ميزانيات وإمكانيات يعتبر ضعيفا إذا ما قورن ببرامج الترفيه واللهو والغناء والمسابقات الهابطة المبتذلة بالتالي يكون الناتج برامج ضعيفة لا يقبل على مشاهدتها إلا عدد قليل من هذه الفئة .
وعن ضعف البرامج الشبابية المفيدة قال: سببه ما يلي : ضعف الميزانيات المعتمدة, توجه المستثمرين إلى البرامج التي تدر عليهم مبالغ وأرباح كبيرة بغض النظر عن محتوى البرنامج أو القائمين عليه , الكوادر القوية حتى نجذبها لابد وأن يدفع لها ما تتحصل عليه من البرامج الهابطة التي تعتمد على الإثارة .
وأضاف: يجب أن نحمل المؤسسات التربوية كل شيء، ما أقترحه أن يكون هناك معهد متخصص يقدم دورات في كافة المجالات التي تحتاجها البرامج الشبابية، أو أن تقوم أقسام الإعلام بالجامعات بهذا الدور أو حتى القنوات الفضائية.
من جهته يقول المذيع في قناة العربية مشعل الثبيتي: للأسف البرامج الشبابية دون المستوى المطلوب وإن وجدت فهي لمخاطبة الغرائز الشبابية والابتعاد عن واقع الحياة ومتطلبات العصر الحديث .. والغزو الفكري الذي يستهدف الشباب العربي جاء إلينا من داخل المجتمعات العربية وأتذكر عندما كنا ننتظر ما يسمى الآن بالبث المباشر عبر الأقمار الصناعية وأقيمت الكثير في ذلك الحين من الندوات والمحاضرات التي تستهدف توعية الشباب من الفكر التغريبي القادم من دول الغرب ولم تأخذ في الحسبان أن هناك شريحة كبيرة داخل المجتمعات العربية هي أداة طيعة لدى الغرب لتفتيت لحمة المجتمعات العربية من داخلها وبأيدي أفكار أبناءها .. ويقع علاج ذلك على عاتق المؤسسات التربوية في المقام الأول ومن ثم المؤسسات الإعلامية لأن الأعداد للبرامج في حد ذاته يرتكز على عدة مرتكزات منها الموهبة في المقام الأول والإطلاع وسعة المعرفة والثقافة العامة وتطويع المادة المادة للفكرة المراد الحديث عنها وكل هذا لا يتأتى إلا من خلال المؤسسات التربوية في سقياها للبذرة الأولى ومن ثم المؤسسات الإعلامية لرعايتها والاهتمام بها ..
بحاجة إلى كوادر مثقفة
ويعلق المخرج التلفزيوني في قناة art مجدي القاضي : هناك شروط يجب أن تتوفر في البرامج الشبابية لتؤدي دورها على الوجه المطلوب ومن ضمن هذه الشروط الوضوح والصراحة وأن تتحرى المصداقية ويجب أن توضح الأشياء الإيجابية وتجنب الأشياء السلبية .. فهناك برامج تدعوا من خلالها لطرح إيجابيات رائدة في التربية ومن ضمن هذه البرامج برنامج القناة السعودية الأولى شباب في شباب مستوى الإعداد والتقديم رائع جدا وأيضا الإحراج ,وهناك برامج دينية تقدم ليس فيها غلو تقدم ببساطة وسلاسة تطرح فيها المواضيع بوضوح ديني وإسلامي نمن ابتذال للمواضيع ومن أهم المواضيع التي تنتقى في هذه البرامج التي لا تخدش الحياء سواء للفتاة أو الشاب وهذه البرامج من المفترض أن يقوم أي شخص على إنتاجها .. فنحن بحاجة إلى كوادر تعليمية ومثقفة علميا وعمليا من الناحية الدينية والسكيلوجية في إعداد البرامج وتقديمها .. ويجب علينا عدم الاغترار بالبرامج الغربية والتي ليس لها أي هدف إلا تضليل شبابنا المسلم..
استراتيجية غائبة
وتقول د.إقبال زين العابدين درندري المتخصصة في علم النفس (قياس وإحصاء وتقويم برامج )ومديرة وحدة التقويم والتطوير بجامعة الملك سعود : البرامج الشبابية لا تقوم وفق إستراتيجية معينة أو خطة عامة تخدم الوطن العربي فهي فقط للتسلية وحتى التثقيفية منها تقليد لبرامج غربية بدون تركيز على مدى الفائدة منها أو أن بعضها يركز على مواضيع الساعة دون النظر بمدى فائدتها للشباب. لذلك نحن نحتاج إلى برامج تدعمها وزارات الثقافة والتعليم ويمكن أن تقدم في إطار مسلي ولكن أن تكون لها أهداف واضحة ومعروفة وتتماشى مع جهود التطوير في البلاد العربية..ولا أعتقد أن المسألة في ضعف البرامج الشبابية يعود إلى حالة الغزو الفكري التي تمارسها المجتمعات الغربية فهم لا يجبروننا على تقليد برامجهم التي تلهث خلفها المحطات العربية لا أقول بشكل عام ولكن هناك استثناءات ويبدو أن السبب يعود لرغبة منتجي البرامج للكسب السريع وعدم إصرار المحطة على سياسة محددة لاتقبل البرامج دون المستوى والمطلوب والتي لا تحقق الأهداف المرجوة ..
شماعة الأخطاء
الدكتورة وفاء الصباغ إخصائية اجتماعية في مستشفى الإنصار قالت : إن البرامج الشبابية لا تؤدي الجرعة الكافية لتغذية عقول شبابنا فأكثرها تدعوا لمخاطبة الغرائز وهذه البرامج لاتخدم الشباب مطلقا ولكن لا ننكر أن هناك برامج تبث في معظم القنوات الفضائية تخدم الشباب وتقدم لهم جرعات كافية من التثقيف والتعليم والترفيه ايضا. وعلينا أن لا نعلق أخطائنا بالغزوا الفكري ونقول أنه السبب، فهناك ضعف من ناحية الكوادر البشرية المتخصصة التي لديها الإمكانيات الجيدة لتقديم البرامج الهادفة والتي ترفع من مستوى ثقافة الشباب ووعيهم.. وواضح أننا نحن نفتقد المعدين الجيدين ونفتقد أيضا الفكرة لتقديم برنامج ناجح يجتذب الشباب، لهذا أرى من الواجب أن يكون هناك تخصص لمعد أي من البرامج كيف نقوم بتقديم هذه البرامج وأختيار الأشخاص لذلك التقديم ..
المدينة السعودية